دراسات إسلامية

رمزية ارتباط مسلمي الهند بالدولة العثمانية:

المساعدات المرسلة خلال حروب البلقان وطرابلس الغرب

بقلم:  الدكتور عمر تللي اغلو

 

 

 

الموجز

     الفترة التي تم فيها احتلال طرابلس الغرب من قبل إيطاليا، وحروب البلقان كانت فترة قلق عميق عاشتها الشعوب الإسلامية بخصوص مستقبل الدولة العثمانية.

     ولقد كانت هناك عدة مبادرات من قبل التجمعات الإسلامية المتواجدة في أنحاء مختلفة من الدنيا خارج نطاق الدولة العثمانية، والتي كانت تشعر بارتباطها بها كمقام للخلافة وذلك من أجل أن تتجاوز الدولة العثمانية هذه الظاهرة التي ألمت بها.

     ولكن كان لمسلمي الهند شأن آخر في هذا الخصوص، لقد أحس مسلمو الهند من أعماق مشاعرهم بالأثار السلبية التي خلفتها هذه الحرب في الدولة العثمانية كما لو أن الأحداث كانت تجري في أراضيهم، وقاموا بتنظيم عدة حملات للمساعدات من أجل تضميد تلك الجراحات التي خلفتها الحرب ففي الهند بالإضافة إلى المساعدات التي كانت تجمع وترسل من قبل عدة مجموعات من المؤسسات الخيرية الإسلامية المختلفة، كان هناك أيضًا مساعدات فردية ترسل من قبل أشخاص. وجزء كبير من حملات التبرعات المنظمة في الهند كانت تنظم لتضميد الجراح التي خلفتها تلك الحروب. وقد أرسلت المساعدات بشكل عام من أجل أن يتم صرفها على المجاهدين الجرحى وعلى الأيتام الذين خلفهم وراءهم الشهداء من الجنود. والنقود التي كانت تجمع من مختلف مدن ونواحي الهند كانت توصل إلى إستانبول بطرق مختلفة. والسبب في هذا التعاطف من مسلمي الهند هو الشعور بالقلق من أن تتسبب هذه الحرب بزوال الدولة العثمانية.

مدخل

     بعد إعلان إعادة العمل بالدستور في الدولة العثمانية في العام 1908م، وبسبب السياسة الجديدة التي اتبعها الاتحاديون، بالتزامن مع خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش 1909م، بدأت الخلافات السياسية، المبنية على تباينات عرقية وعقائدية، تظهر في مختلف أجزاء الدولة العثمانية، وكأنما قد أعد لها مسبقا، وكانت منطقة البلقان، في تلك المرحلة، أبرز المناطق التي عاشت مثل تلك الخلافات والتصادمات؛ لما كان يغلب عليها من منافسات دينية وعرقية جعلتها تغلي كما المرجل.

     وإذا أضفنا إلى هذا المشهد تنافس الدول الإمبريالية، وعلى رأسها روسيا وباقي الدول الغربية، من أجل السيطرة على المنطقة في تلك الأثناء فسيكون الوضع أشد تعقيدًا.

     في البلقان حازت بلغاريا، إثر معاهدة سان ستيفانو(1) 1878م، على الحكم الذاتي، وامتدت سيطرتها لتغطي منطقة واسعة شملت مقدونيا وشرقي الرومالي؛ ولكن تم إعادة الرومالي الشرقية ومقدونيا إلى الدولة العثمانية بمرجب معاهدة برلين(2) 1878م، ولهذا كان الهدف من اشتراك بلغاريا مع حلف البلقان هو استعادة السيطرة على هذه الأراضي من جديد. أما هدف صربيا فكان لم شمل جميع السلاف المستوطنين في البلقان تحت رأية واحدة وتأسيس دولة صربيا الكبرى، أما اليونان فكان هدفها الأكبر هو انتظار حصول حالة من الفوضى في المنطقة من أجل أن تتمكن من تحقيق «الفكرة العظيمة» (Megali Idea). والذي يقصد به إعادة تأسيس الإمبراطورية اليونانية، أو البيزنطية وعاصمتها إستانبول.

     أما إمارة الجبل الأسود فمن جهة كانت تسعى للاتفاق مع النمسا وبلغاريا من أجل أن تؤمن الحماية لنفسها من صربيا، ومن جهة أخرى كانت تخطط للتوسع عن طريق إقتطاع أجزاء من أراضي الأرناؤوط.

     في الحقيقة فإن هذه المخططات العائدة لدويلات البلقان لم تكن مهمة أساسًا، وذلك لأن المنطقة برمتها كانت قد أضحت تخضع لتنافس القوى العظمى، ولم تكن المسألة مجرد إنقاذ مسيحي البلقان الخاضعين لسيطرة الدولة العثمانية؛ إذ كانت الأعمال التي تقوم بها روسيا من أجل بسط سيطرتها، والمبنية على تحقيق سياسة الهيمنة السلافية في المنطقة، تتعارض مع مصالح النمسا(3). وبنفس الشكل كان من المهم جدا بالنسبة لإنكلترا إفشال المخطط الذي كانت روسيا تسعى إليه، والهادف لضم بلغاريا واليونان ضمن دائرة نفوذها، وذلك من أجل تأمين ممر بحري لها إلى البحر الأبيض المتوسط.

     في تلك المرحلة التي شهدت تناحر القوى الاستعمارية العظمى فيما بينها من أجل مصالحها، كانت الدولة العثمانية تشكل نقطة الهدف تماما لكل تلك المصالح والتكتلات المنفعية، ولم تكن البلقان هي الجبهة الوحيدة التي تتعرض للهجوم في الدولة العثمانية؛ بل كانت الدولة العثمانية تتعرض للهجوم على مختلف الجبهات من شمال أفريقيا إلى اليمن، ومن خليج البصرة إلى القفقاس ضمن مساحة جغرافية واسعة.

     كان السلطان عبد الحميد الثاني يحاول أن يحافظ على تماسك الإمبراطورية عن طريق السياسة المتوازنة التي كان يتبعها في المحافل الدولية، وقد عمل، بعد التوقيع على اتفاقية برلين في العام 1878م وما نجم عنها من وضع حساس في دول البلقان، على قطع الطريق على الدول التي حصلت على الحكم الذاتي والاستقلال عن الدولة العثمانية عن طريق تلك الاتفاقية، وذلك بمنعها من التوحد لتشكيل تحالف ضد الدولة العثمانية(4)، من خلال استغلال عنصر التنافس ما بين تلك الدول التي كان كل منها يسعى للسيطرة على الكنائس في مقدونيا بعد انفصال الكنيسة البلغارية عن كنيسة الروم الأرثوذوكس، وعمل السلطان عبد الحميد الثاني على تأخير تشكيل تحالف في البلقان ضد الدولة العثمانية عن طريق تأجيج هذا التنافس تحت مسمى (مسألة الكنائس) ما بين دول البلقان(5). لكن قيام إدارة الاتحاد والترقي بحل مسألة الكنائس مهد الطريق أمام دول البلقان لتشكيل تحالف مابين دول البلقان ضد الدولة العثمانية، وكان من نتائج ذلك أن قامت كل من بلغاريا وصربيا واليونان، بمساعدة روسيا، بالاتفاق فيما بينها واتخذت قرارا بالحرب. وفي 30 أيلول من عام 1912 قامت دول البلقان - التي استمدت الجرأة من مواقف الدول العظمى- بإعلان الحرب(6). وإزاء هذا الوضع بدأت تأثيرات سياسة الجامعة الإسلامية (Pan Islamisim)، التي يعود تاريخها إلى زمن السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م)، تظهر بين المسلمين بقوة حتى في المناطق خارج حدود الدولة العثمانية، وفي مقدمتها الهند، وزاد من ذلك التفاعل الهجوم الإيطالي على ليبيا وإعلانها ضم طرابلس وبنغازي رسميا في الرابع من تشرين الثاني 1911(7).

الرأي العام الهندي أثناء الحرب

     كان مسلمو الهند يتابعون عن قرب ما يجري من تطورات داخلية في الدولة العثمانية، ويتأثرون تأثرًا بالغًا بالآثار السلبية لتلك التطورات، وكان يطلبون إنهاء المناقشات الحادة والعقيمة التي كانت تدور رحاها بين الحكومة والمعارضة داخل أروقة مجلس المبعوثان العثماني، في الوقت الذي كانت فيه رحى الحرب مستمرة خلال عام 1912م، مع تأكيدهم أن تلك الوقائع ستترك آثارها السيئة ليس على الدولة العثمانية فحسب، وإنما على عموم العالم الإسلامي(8)، وكانت تنظم المسيرات في كافة الأرجاء الهندية من أجل توعية الرأي العام الهندي لما يجري من أحداث داخل الدولة العثمانية، من جهة، ومن أجل قطع الطريق على إنكلترا، التي كانت الهند ترزح تحت احتلالها، والعمل على الحيلولة دون اتخاذها مواقف ضد الدولة العثمانية، من جهة أخرى. وبنفس الوقت كانت الصحف الهندية تخصص القسم الأكبر من صفحاتها للبحث في هذا الموضوع، كما قام العلماء الهنود بتجاوز الخلافات الفقهية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، واتفقوا فيما بينهم وتوحدوا حول مسألة بقاء واستمرار الدولة العثمانية، ونشروا الفتاوى التي تبين أن مسألة دعم الدول العثمانية هي فرض على كل مسلم بما في ذلك أموال الزكاة(9).

     في عام 1911م نظمت مسيرة كبيرة في «كالكوتا»، بينماكانت القوات الإيطالية تستعد لغزو ليبيا من أجل التنديد بذلك، وقد أعرب المتحدث في تلك المسيرة والمنظم لها السيد غلام آصف حسين في خطابه عن وقوف مسلمي الهند بجانب الدولة العثمانية، وأعلن عن أمله في أن تدافع الحكومة العثمانية عن شرف وكرامة الأمة الإسلامية بكل ما أوتيت من قوة(10)، وبعد بدء الحرب، ومن خلال المسيرات واللقاءات المنظمة في مختلف المدن، تم اتخاذ القرار بالتوجه إلى الحكومة البريطانية لطلب تقديم المساعدة للحكومة العثمانية، ولكن بريطانيا رفضت السماح للقوات العثمانية المتواجدة في مصر، التي كانت تحت الحماية البريطانية، بالتوجه إلى ليبيا.

     أدى هذا الوضع الذي فسر على أنه تأييد من قبل بريطانيا للإيطاليين(11) إلى تصاعد غضب المسلمين الهنود تجاه الاحتلال البريطاني، كما كان سببا للبحث في سبل التعاون مع الهندوس من أجل الاتفاق لإيجاد صيغة مشتركة للعمل معا ضد إدارة الاحتلال الإنكليزي، فتم تنظيم العديد من المسيرات واللقاءات في مختلف المدن الهندية من أجل دعم الدولة العثمانية، وبعض هذه المسيرات رتبت باشتراك المواطنين الهندوس أيضا ولم تقتصر على المسلمين الهنود فحسب، وبهذا الشكل تم التركيز على وقوف الرأي العام للشعب الهندي ككتلةٍ واحدةٍ مع الدولة العثمانية في وجه المطامع الاستعمارية الغربية.

     فبينما كانت معارك طرابلس الغرب مستمرة، نظم المسلمون بالاشتراك مع الهندوس مسيرة كبرى، وفي هذه المسيرة أعرب الخطباء الهندوس، الذين تحدثوا بالاشتراك مع أقرانهم من المسلمين أن هذه الحرب هي ليست حربا بين المسلمين والمسيحيين، كما يدعي الغرب؛ ولكنها حرب سجال دائرة بين الغرب والشرق، وأعلنوا وقوفهم بجانب من أسموهم إخوانهم في الشرق، أي الدولة العثمانية، في وجه الإمبريالية الغربية، وفي هذه الأثناء حاولت إدارة الاستعمار الإنكليزي في الهند إعاقة ومنع تلك اللقاءات؛ ولكنها واجهت مقاومة شديدة وفشلت في تحقيق ذلك(12).

     في تاريخ 21 كانون الأول من عام 1912م نظمت في مدينة مومباي مظاهرة كبرى أخرى من قبل المسلمين، وقد تم التأكيد في الكلمات التي ألقيت في هذه المظاهرة على أن السلطان العثماني هو خليفة المسلمين، وعلى حماية وحدة التراب العثماني، وعلى عدم القبول بصلح تحتوي مفرداته على الإخلال بقدسية الدولة والدين أو إلحاق الضرر بهما، وعلى مواضيع أخرى كضرورة استمرار المحاربة ضد الإيطاليين(13). وكذلك تم تنظيم مسيرة كبرى أخرى في مومباي، في آذار عام 1913م نظمتها جمعية ضياء الإسلام، وهدفت إلى تشكيل مجموعة للعمل من أجل بيع سندات الخزينة العثمانية والحصول على قرض للحكومة العثمانية من قبل المسلمين الهنود(14).

     بالإضافة إلى هذه المسيرات تم تنظيم العديد من الاجتماعات واللقاءات في مختلف مدن ومناطق الهند، سعت في مجملها على الاطلاع والمشاركة في آخر مجريات وأحداث الحرب من جهة، ومن جهة أخرى تم أخذ القرارات بخصوص تنظيم حملات التبرعات والمساعدات للدولة العثمانية. ونتيجة لهذه النشاطات تم تشكيل العديد من الجمعيات الإغاثية على رأسها جمعية الهلال الأحمر، وجمعية الإعانة الحربية، وجمعيات كثيرة أخرى بأسماء مختلفة.

     وقسم من هذه الجمعيات، وبهدف التأثير وتشكيل عنصر ضغط على السياسات المعادية للدولة العثمانية، تم تشكيلها وإدارة أعمالها بمعرفة ورعاية الحكومة البريطانية مثل جرائد: كومرادا (Comrade)، زمين دار، وطن، باعث الأخبار، وكيل، أوبزرفر (Observer)، والحبل المتين، وكانت تنتقد تصرفات الحكومات الغربية بشكل قاس وشديد اللهجة(15)، كما عملت على تشكيل حملات مساعدات في عموم الهند من أجل المساعدة على تضميد جراحات الحرب.

     في البداية تشكلت في مدينة كالكوتا الهندية، في 2 تشرين الأول من عام 1911م مؤسسة تحت اسم هيئة مساعدة جمعية الهلال الأحمر العثمانية، وكان من بين الأسماء اللامعة التي تشكلت منها هذه المؤسسة، مؤسس الجامعة الإسلامية في لندن السيد عبد الله السهروردي، ومحرر جريدة الحبل المتين السيد آغا مؤيد الإسلام، وأيضا من أمثال السيد غلام حسين عارف من الشخصيات المعروفة(16). ومن بعد ذلك الحدث أصبحت تؤسس جمعيات مشابهة في كل أنحاء الهند تعمل على جمع التبرعات والمساعدات المالية للدولة العثمانية بالإضافة إلى تحريك الرأي العام في الهند بغية الضغط على الإدارة البريطانية.

     في تلك الأجواء تم التفكير حتى في إرسال عساكر متطوعين من أجل المحاربة مع الجيش العثماني(17)، كما جرت مقاطعة البضائع الإيطالية(18)، والدعوة إلى مقاطعة البضائع الإنكليزية بعدما انتشر خبر مساعدة إنكلترا لدول البلقان عقب اندلاع حرب البلقان(19)، ولقد أرسل السيد أمير علي، وهو من الشخصيات الإسلامية الهندية المرموقة، إلى وزارة الخارجية الإنكليزية، عقب احتلال إيطاليا لجزر بحر إيجة في عام 1912م، برسالة تنديد واستنكار بين فيها الأثر السلبي الذي سوف يتركه مثل هذا العدوان على العالم الإسلامي أجمع، وخاصة ما سيتركه هذا الاحتلال من آثار سلبية في المجتمع الهندي المسلم، وما سوف ينجم عن ذلك من آثار سلبية لن تكون في مصلحة الدولة البريطانية. وبإمكاننا القول بأن هذا التنديد وما شابهه قد لاقى استحسانا وتشجيعا من قبل الحكومة في إستانبول(20).

تنسيق المساعدات النقدية:

     قسم من المساعدات التي كانت ترسل من الهند كانت تتكون من أموال التبرعات التي تحصل من الحملات التي نظمتها الجرائد وإدارات المدارس، وما شابهه من مختلف المؤسسات.

     وإلى جانب ذلك كان هناك جمعيات كانت قد تأسست خصيصا لمثل تلك الأهداف عقب اندلاع الحرب كجمعية الهلال الأحمر وجمعية الإعانة الحربية، والتي كانت تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الحملات لجمع التبرعات، وهناك قسم من المعونات تم إرسالها لإستانبول من قبل أشخاص بشكل مباشر، وهذه المعونات كانت ترسل عادة على شرط أن يتم صرفها للأيتام وأرامل الشهداء، وللجرحى من المجاهدين بشكل خاص. ولم يقتصر تنظيم مسلمي الهند لحملات التبرعات تلك على الهند فحسب، وإنماتم تنظيم حملات تبرعات في مناطق أخرى مثل الصين وأستراليا وسنغافورة أيضًا(21).

     لقد كانت الجهود المبذولة كبيرة، فتم في حملة واحدة جمع وإرسال مبلغ 600 إسترليني، وذلك من قبل جمعية الهلال الأحمر في «حيدر آباد» فرع دكان(22)، التي تأسست لتنظم حملة تبرعات لجمع الأموال وإرسالها إلى أيتام الشهداء الذين سقطوا في طرابلس الغرب، وتم إرسال مبلغ 223 ليرة إنكليزية جمعت بواسطة جمعية الهلال الأحمر في مدينة ليكنوا(23)، واستمرت الجمعية في إرسال المعونات في فترات معينة، وقد تم جمع وإرسال مبالغ مالية ضخمة تم جمعها عن طريق فروع جمعية الهلال الأحمر في المناطق والمدن مثل مدينة دلهي(24)، ومدينة أمريتسار(25)، ومدينة بناغانو(26).

     إلى جانب المعونات التي كانت ترسل من قبل جمعية الهلال الأحمر، ومن أجل لملمة جراح المتضررين من الحرب،فقدتم تنظيم حملات لجمع المعونات المالية من أجل المساهمة في تحمل أعباه الحرب، ولهذه الغاية فقد قام الشعب الهندي المسلم بإرسال ما تم جمعه من تبرعات عن طريق ما يسمى جمعية الإعانة الحربية إلى إستانبول(27)، وقد شكلت هيئة باسم هيئة المعونة الهندية وذلك من أجل أن يتم تنظيم فعاليات جمع وإيصال المعونات بشكل منظم وممنهج.

     بالإضافة إلى جمع وإيصال المعونات إلى إستانبول خلال فترة الحرب، كانت هيئة المعونة تسعى إلى تقديم خدمة على نطاق أوسع من ذلك، إذ عملت على جمع مبلغ عشرة ملايين ليرة من عموم الهند للمساعدة من أجل تمكين الدولة العثمانية من شراء سفن حربية. كما حاولت إرسال الطلبة إلى الجامعات العثمانية وتوفير فرص للمتخرجين منهم للعمل في مؤسسات الدولة العثمانية، وتامين تعليم اللغة التركية في جميع مدارس المسلمين في الهند، وكذلك تعليم اللغة الأردية في الجامعات العثمانية، وما شابه ذلك من أهداف تم تبيانها(28).

     إلى جانب ذلك تم إنشاء مؤسسات مشابهة في مختلف المدن على سبيل المثال تم إرسال مبلغ 75 ليرة في حزيران عام 1913م من قبل جمعية الإعانة الحربية في مدينة كانبور(29). كذلك كان هنالك عدة مساعدات حربيةتم توصيلها مثل هذه في تواريخ مختلفة وبطرق متنوعة وقسم من تلك المساعدات تم إرسالها عن طريق البنوك الإنكليزية، وعن طريق السفارة الإنكليزية(30).

     وبالإضافة إلى الجمعيات والأوقاف، كانت المساعدات تنظم أيضًا عن طريق المدارس، وكان من أهم هذه المدارس مدرسة «دارالعلوم» الموجودة في مدينة ديوبند(31)، والتي أرسلت إلى جمعية الهلال الأحمر مساعدات في تواريخ مختلفة(32).

     وقد نظمت حملات مساعدة واسعة النطاق من قبل جرائد متعددة مثل جريدة الكومراده الصادرة في دلهي(33)، وجريدة الوكيل الصادرة في أمريتسار(34)، وجريدة «زمين دار» الصادرة في لاهور(35)، وكذلك جريدة الوطن(36)، والأخبار التي كانت تنشرها لنشر مجريات أحداث الحرب لتوعية الرأي العام الهندي كان يكسب هذه الحملات تأثيرًا أكبر، بالإضافة إلى ذلك فقد قامت جريدة «الزمين دار» بإدارة أعمال مبيعات تحويلات الخزينة وكذلك كانت تعمل جريدة الكومراده (Comrade) في نفس الاتجاه(37).

     على الرغم من أنه ليس من الممكن تحديد كمية المعونات المرسلة من الهند في هذه الفترة بشكل دقيق، فإن المنشورات السنوية المطبوعة من قبل جمعية الهلال الأحمر لعام 1913م قد بينت بأنه من مجموع التبرعات التي تمت من قبل مسلمي العالم، والتي بلغت 263 ألف ليرة منها 158 ألفا و44 ليرة، أرسلت من قبل مسلمي الهند. ويلاحظ أن جزءًا من المبلغ الذي تم إرساله عن طريق البنوك الإنكليزية والبالغ مقداره 28 ألفا، والذي أرسل تحت مسمى إعانة فقط من دون بيان مكان الإرسال، كان مصدره الهند. ولكن إذا وضعنا في الحسبان أنه لم تصل جميع قيود الحسابات المرسلة ليد جمعية الهلال الأحمر فليس من الصعب التخمين بأن هذه الأرقام هي في الواقع أكبر من ذلك(38). وذلك لأن المساعدات المرسلة من الهند خلال فترة الحرب في طرابلس الغرب والبلقان كانت قد وثقت ونشرت من قبل جمعية الهلال الأحمر، مع بيان أسماء المؤسسات وكمية المساعدات بشكل تفصيلي باسم كتيب الإعانات، وكان كتيب الإعانات الخاصة بالهند قد بين أن هذا الرقم يبلغ 235.542 ليرة(39).

     وبالإضافة إلى ذلك فإن قسما من المساعدات قد تم تحويله عن طريق شراء سندات الخزينة ولهذا فإن هذه المبالغ لم تلاحظ من قبل جمعية الهلال الأحمر.

     كما تم جمع التبرعات في الهند من قبل الأهالي أيضا، وبرز في هذا الصدد السكان المسلمون(40)، ومن الممكن ملاحظة كثافة أسماء المتبرعين بصفة شخصية في قيود الأرشيف ذات الصلة، فعلى سبيل المثال تم التبرع لجمعية الهلال الأحمر بمبلغ 300 ليرة من قبل تاجر للسلاح من مدينة «ميروت» وقد تم إرسال إيصال له يوضح فيه أنه قد تم استلام المبلغ(41). وأغلب المساعدات التي تم إرسالها إلى إستانبول كانت تتشكل من الأموال التي تجمع من قبل متبرعين أفراد(42). ومع أن حملات التبرع تلك كانت تنظم وتدار عن طريق الجمعيات الخيرية الوارد ذكرها وأغلب الأموال المجموعة كانت ترسل عن طريقها، إلا أنه كانت توثق وتبين فيها أسماء المتبرعين الأفراد وكانت ترسل تلك الأسماء مع الأموال إلى إستانبول حيث كان يؤخذ بها إشعارات بالقبض كي يصار إلى ردهامرة أخرى إلى المصدر التي كانت قد أتت منه. أي المتبرعين(43).

     وكانت تجري في الهند عمليات شراء سندات الخزينة أيضا كنوع من أنواع المساعدة، وقد تم العمل على بيع سندات التحويل الخاصة بالدولة العثمانية للحصول على مساعدات من الشعب الهندي تحت مسمى قروض للحصول على الأموال، وكان البعض من المواطنين الهنود الذين يشترون هذه السندات يقومون بالتبرع بها لصالح جمعية الهلال الأحمر، فعلى سبيل المثال قام كل من السيدان محمد فاضل متين وفاضل معين من مدينة «بات يالا» بتحويل مقدار ثلاثين سندا كانا يملكانها من أجل إرسالها إلى إستانبول، وتم إرسالها إلى القنصل العثماني في مدينة «مومباي» لهذه الغاية(44).

     لم تقتصر المساعدات التي قدمها الشعب الهندي المسلم من أجل تضميد جراحات الحرب على المساعدات المالية فحسب، فبالإضافة إلى الأموال التي كانت ترسل بشرط أن يتم صرفها لأبناء الشهداء والأرامل والأيتام وجرحى الحرب، فقد ساهموا أيضا في العمل على التخفيف من المعاناة التي نشأت بسبب موجات الهجرة الكبيرة من دول البلقان بسبب الحرب. وقد أسس المسلمون في الهند جمعية أسموها جمعية مساعدة المهاجرين الروم بغية تأمين السكن للمهاجرين من المسلمين الذين فروا من دول البلقان بسبب الحرب. وكانت الجمعية تهدف إلى تأمين مساكن مناسبة للمهاجرين في حال قامت الحكومة بتأمين مكان مناسب لهذا الغرض، على أن يتم تأمين جميع مصاريف هذه التجمعات السكنية من قبل هذه الجمعية. في البداية كان يخطط لإنشاء تجمع نموذجي يتسع لـ200 عائلة، وبالإضافة إلى تبيان بأن الحكومة ستقوم بتأمين كل أنواع المساعدة، فقد قام كل من وزير الداخلية، في تلك المرحلة، طلعت باشا، والقائد العسكري أسعد باشا بالدخول إلى مركز إدارة الجمعية(45)، وكما قام كل من السيد ظفر علي خان، صاحب جريدة الـ«زمين دار»، وهو يعتبر الأب الروحي للمشروع، مع السيد مختار أحمد الأنصاري، رئيس الهيئة الطبية الهندية، والذي كان متواجدا في إستانبول مع السيد فؤاد المصري بالعمل على تحديد مكان مناسب لإنشاء عدة تجمعات سكنية (قرى) لاستيعاب 200 عائلة في كل منها، بالبحث عن مكان مناسب في أنقرة أولا، ولتعذر الحصول عليه هناك قاموا بالبحث في منطقة قونيا(46).

هيئات المساعدات الطبية

     من جهة أخرى، كانت تأتي إلى إستانبول من جميع أصقاع الأرض جمعيات تقديم المساعدات الطبية مثل جمعية الهلال الأحمر وكذلك جمعية الصليب الأحمر، لتؤمن المداواة لجرحى الحرب، وجميع هذه الجمعيات تم استقبالها من قبل جمعية الهلال الأحمر، وفي ضوء المشاورات التي كانت تحصل مع المؤسسة الصحية للجيش كانت ترسل إلى الأماكن التي تحتاجها(47)، ومن بين هذه الهيئات الطبية كانت هناك ثلاثة هيئات تم إرسالها من قبل المسلمين في الهند(48).

     1- أول هيئة صحية هندية شكلت من قبل أغنياء الشباب الهندي الذين كانوا يتابعون الدراسة في لندن. وقد جاءت هذا المجموعة، وبصحبتها الدكتور المصري السيد سليم، متحملة على عاتقها الخاص جميع النفقات الخاصة بها بالإضافة لنفقات الطبيب المصري. وبعد أن عملت في مستشفى حيدر باشا لفترة معينة، تابعت الخدمة في مستشفى عمرلي في منطقة الجاتالجا.

     وكانت اللجنة تتشكل من الأشخاص التالية اسمائهم:

     السيد الدكتور سليم المصري من أطباء مستشفى غابس في لندن، السيد عبد الحق، من سنوبي في حيدرآباد طالب في أكسفورد، السيد علام ران من ولاية سنكور نكتالي.. طالب في أكسفورد، السيد محمد حسين من سنوبي في حيدر آباد طالب في أكسفورد(49)، السيد حسن عابد جعفري من آغرالي في ولاية دلهي طالب في أكسفورد.

     2- جمعية الشباب المسلم التي تشكلت تحت إشراف مجموعة من مشرفي المساجد في مدينة مومباي ومن قبل عائلة ضياء الإسلام، ومنها تفرعت هيئة فقراء مومباي الصحية الإسلامية من أموال التبرعات التي جمعت. وفي 17 تشرين الثاني عام 1911م وصلت إلى إستانبول وقدمت خدماتها في مستشفى دار الفنون التابع للهلال الأحمر. وقد عالج الفريق ما مجموعه 135 مريضا بعد أن أخذ على عاتقه الإشراف على المعالجة في قسم يحتوي على 100 سرير، كما قام الفريق أيضا بإنشاء مستشفى جوال يحتوي على كافة الخدمات، بما فيها الخيام، وبطاقة استيعابية تبلغ 100 سرير، وقد تم إنشاء هذا المستشفى في 23 كانون الثاني عام 1912 بجوار مدينة جاتالجا في موقع عمرلي وبدأ باستقبال المرضى والجرحى.

     وكانت هيئة فقراء مومباي الصحية الإسلامية تتشكل من: المدير الدكتور فيضي بيك، ورئيس الأطباء الدكتور محمد حسين بيك، والدكتور نيم كاربيك، والدكتور ملكان بيك، والدكتور نزار أحمد بيك، والدكتور سليم بيك والصيدلي روشان بيك، والكاتب السيد عبد الواجد آفندي، ورئيس الممرضين السيد محمد مشهدي آفندي، وموظف الإدارة الحكيم سراج الدين آفندي، وأمين الصندوق عبد اللطيف آفندي، واثنا عشر ممرضا بالإضافة إلى ثلاثة من الخدم. وجميع هؤلاء كانوا يقومون بالعمل تطوعا(50).

     3- وقد تم إرسال هيئة طبية ثالثة مركزها في دلهي باسم الوفد الطبي من بلاد الهند والتي تم تشكيلها بالمشاركة من قبل جميع فروع جمعية الهلال الأحمر العاملة في الهند(51). وقد وصل كادرها إلى إستانبول بتاريخ 9 كانون الثاني لعام 1913م، وعملت الهيئةفي مستشفى القاديركا (Kadirga Hastahanesi) في مرحلة الهدنة، ومع بدء الحرب من جديد تم نقل جزء من هذه المستشفى المتنقل مع المسؤولين إلى كالي بولو (Galipoli)، وتشكل كادرها من الأشخاص التالية أسماؤهم:

     رئيس الأطباء الدكتور مختار أحمد الأنصاري بيك(52)، مساعد رئيس الأطباء الدكتور علي أزهر فوزي بيك، والدكتور محمد نعيم الأنصاري، والدكتور سيد عبد الرحمن، والدكتور سيد شمس الباري، والدكتور محمود الله، والدكتور ميرزا رضا خان، والصيدلاني غلام أحمد خان، ونور الشمس عبد الواحد خان، وحامد رسول، وسيد تونكارحسين، بالإضافة إلى 12 ممرضا مع مترجمين اثنين(53).

     إن الهيئات الصحية الهندية التي جاءت إلى إستانبول من الهند ومن إنكلترا من أجل الدعم الصحي عادت أدراجهاإلى بلادها مع انتهاء الحرب. وقد نظمت هذه الهيئات قبل مغادرتها لإستانبول وليمة في مستشفى القاديركا، وتم توديع الهيئة في حفل مراسم شارك فيه كل من مسؤولي الهلال الأحمر باشتراك وزير الداخلية السيد طلعت بيك(54).

النتيجة:

     لقد تركت الحرب في البلقان وفي طرابلس الغرب أثرًا عميقًا في نفوس المسلمين في كافة أنحاء العالم؛ لكونها تتعلق مباشرة بمستقبل الدولة العثمانية، وفي فترة الحرب كان مقام الخلافة الإسلامية الذي يمثل وحدة المسلمين قد اكتسب أهمية وحساسية كبرى حتى بالنسبة للمجتمعات الإسلامية التي هي خارج نطاق سيطرة مقام الخلافة، لأن زوال الدولة العثمانية كان يعني زوال الخلافة وبالتالي كان يعني تمزق الوحدة الإسلامية وتشتتها، وبلا شك كان أول من انتبه إلى هذا الوضع هم مسلمو الهند، والارتباط بالدولة العثمانية الذي كان يشعر به مسلمو الهند، والذي كان من نتائجه قيامهم بتأسيس حملات دعم واسعة النطاق، بالإضافة إلى ذلك، وبالتوازي مع النشاطات السياسية التي كانوا يديرونها، كانت تقلق الدول الإمبريالية الاستعمارية والتي كان لها خطط في جغرافية العالم الإسلامي وعلى رأسها انكلترا؛ لأن الوعي السياسي الذي كان يعيش فيه مسملو الهند، وما كان يترتب عليه من ردود أفعال لم يكن أبدًا يروق للإنكليز ولقد تسببت الحرب في توحيد مسلمي الهند في صف واحد نتيجة شعورهم بالخطر المحدق بمستقبل الدولة العثمانية. وعلاوة على ذلك فإن مواطني الهند من الهندوس، والذين لم يكن في نيتهم المكوث طويلا تحت ربقة الاستعمار البريطاني، كانوا يتعاطفون معهم ويقفون في صف الدولة العثمانية، والتنسيق والوعي اللذان نشآ ما بين مسلمي الهند أثناء تلك الحرب شكلا البنية التحتية لنشوء تعاون أكثر فعالية وتنظيما لدعم الدولة العثمانية أثناء نشوب الحرب العالمية الأولى.

     وبنتيجة فعاليات حركة الجامعة الإسلامية، فقد ظهر في الهند وبمشاركة الهندوس، حركة تمرد وعصيان ضد إدارة الاستعمار، وكان مجرد التلفظ بهذا الأمر شيئًامروعا بالنسبة لإنكلترا، وذلك لأن أكبر مستعمراتها هي الهند، وفقدانها لهذه الجغرافيا تعني لها كارثة سواء كان من الناحية الاقتصادية، أم من الناحية الاعتبارية أمام الرأي العام العالمي، ومن الممكن أيضا أن تتعقد الأمور في مصر؛ لأن وضعها مشابه للوضع في الهند، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب التوسع البريطاني في الأراضي العثمانية وكما هو مخطط له.

     وفي ذلك الوقت كانت جميع المساعدات المرسلة من الهند تقريبا تتم عن طريق الإنكليز لتصل إلى إستانبول، ولهذاكان من السهل على إنكلترا مراقبة المعونات المرسلة وكذلك المنظمات المنتشرة، وعلاوة على ذلك كانت تجري في إنكلترا فعاليات مكثفة بقيادة مشير حسين رضائي تهدف إلى الدفاع عن العثمانيين بغية الحفاظ على بقاء الخلافة الإسلامية. ولم تكتف المساعدات القادمة من الهند بتضميد جراحات المغدورين في الحرب، بل كانت في نفس الوقت المحرك الفعال والمهم لتحقيق وحدة صف المسلمين في الهند وللجهاد من أجل نيل الاستقلال.

     كما أنه من الممكن أن تفسر تصرفات الاتحاديين، الذين هم في الأساس علمانِيّون وقوميّون، واتخاذهم منحى مقاربا للخط الإسلامي بعد الحرب بغية الحصول على دعم مسلمي العالم، وخلف هذه الأسباب من الممكن أن تكون المساعدات الهندية سببا من الأسباب الكامنة وراء هذا التوجه.

*  *  *

الهوامش:

(1)     عقدت بين روسيا والدولة العثمانية، إثر الهزيمة التي منيت بها الأخيرةبعد حرب بين الدولتين، وفقدت الدولة العثمانية بموجب المعاهدة أجزاء واسعة من أراضيها، وزادت من تدخل الدول الأوربية في شؤونها من خلال إعطائهم حق رعاية الرعايا المسيح في الدولة العثمانية.

(2)     جاءت المعاهدة ختاما لمؤتمر برلين الذي ضم كل من بريطانيا والنمسا وفرنسا وروسيا والمانيا وإيطاليا والدولة العثمانية. وأكدت المعاهدة، مع بعض التعديل، ما جاء في معاهدة سان ستيفانو.

(3)   Cevdet Küçük, “Balkan Savaşı”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi (DİA), Vol. 5, p. 23.

(4)   Kenan Seyitanoğlu (Editor), Doğuştan Günümüze İslam Tarihi, Vol. 12. Çağ Yayınları, Ġstanbul 1989, p. 163.

(5)   Cevdet Küçük, ibid.

(6)   Rifat Uçarol, Siyasi Tarih, Filiz Kitabevi, Ġstanbul 1986, p. 363.

(7)   Azmi Özcan, Pan-İslamizm: Osmanlı Devleti, Hindistan Müslümanları ve İngiltere (1877-1924), Türkiye Diyanet Vakfı, 2. Editition, Ankara 1977, p. 178.

شكل الهجوم الإيطالي على ليبيا في العام 1911م إيذانا لنهاية سيطرة الدولة العثمانية على ليبيا. فبينما كانت تلك الحرب دائرة، كانت الدولة العثمانية تواجه وضعا صعباومضطربا في البلقان، وهو ما اضطرها إلى مغادرة طرابلس الغرب والقبول بتوقيع معاهدة اوشي (Ouchy) مع إيطاليا في 18 تشرين الأول 1912م. انظر: Rifat Uçarol, op.cit, p. 352.

(8)     SıratMustakîm, Meclis-i Meb’ûsânî ve Hindistan Müslümanları”,22، 1327 كانون اول Issue: 174, p. 290

(9)      SıratMustakîm, ibid.

(10)    SıratMustakîm,Alem’da Galeyan: Hindistan’da”, 22 ايلول 1327،  Issue:161, p.79.

         إلى جانب التجمعات والتظاهرات بدأ عدد من وجهاء مسلمي الهند بنشر اعتراضاتهم واحتجاجاتهم على صفحات الجرائد، من ذلك ما قام به أمير علي، وهو أحد المسلمين الهنود البارزين من المقيمين في لندن، إذ أرسل رسالة نشرت في جريدة التايمز اللندنية نبه إلى الغليان الذي يشهده العالم الإسلامي، وحذر خلالها من أن احتلال إيطاليا لطرابلس الغرب من شأنه أن يثير المشاكل والاضطرابات في كل الشمال الإفريقي، بما في ذلك مصر التي هي تحت الحماية البريطانية. انظر: SıratMustakîm, ibid.

(11)    Hasan Taner Kerimoğlu, “Trablusgarp ve Balkan Savasları’nda Hint Müslümanlarının Osmanlı Devleti’ne Yaptıkları Yardımlar”, Türk Dünyası İncelemeleri Dergisi, Vol. XII, Issue. 2, Ege Üniversitesi, Ġzmir 2012, p. 166.

(12)    SıratMustakîm, “Bütün Hindistan Galeyanda”, 7/محرم 1330  Issue: 173, p. 274.

(13)    Başbakanlık Osmanlı Arşivi Hariciye Nezâreti Tercüme Odası (BOA, HR.TO), 543/35 (25 كانون اول 1912).

(14)    Başbakanlık Osmanlı Arşivi Başvekâlet Evrak Odası (BOA, BEO), 4153, 311429 (28 شباط 1328 13 اكار 1913).

(15)    Azmi Özcan, op.cit, p. 179.

(16)  Azmi Özcan, ibid.

       كان غلام حسين عارف رئيسا لجمعية الهلال الأحمر الهند في عام 1913.  انظر: BOA, BEO, 4166/312394 (16/جماذى الاول 1331 23/ابريل 1913.

(17)   ذكر أ فيري منتال (A. Feri Mentel) صاحب مطبعة ريكورد Record في مدينة فيلور الهندية أنه إذا ما وافقت الحكومة العثمانية فبامكانه جمع الآلاف من الشباب المسلم في الهند وإرسالهم بحرا للقتال في طرابلس الغرب. انظر: BOA, HR.TO, 542/102 (18 تشرين الثاني 1911).

         وحينما بدأت حرب البلقان ظهير تفكير مشابه، إذ كتب شوكت علي على صفحات جريدة كومرادا «لمواجهة المتمردين في البلقان يجب تشكيل الكتائب المتطوعة» من المسلمين الهنود. انظر:

Azmi Özcan, op.cit, p. 191.

(18)   تجدر الإشارة إلى أن غلام حسين عارف طالب بأن تعم المقاطعة كل أنحاء الهند بغض النظر عن الانتماء والتوجه الديني، وأهمية العمل على أن لا يصل، ولا حتى قرش واحد إلى جيب الأعداء. انظر:

 Azmi Özcan, op.cit, p. 180.

(19)    Hasan T. Kerimoğlu, op.cit, p. 169.

(20)    BOA, BEO, 4045/303337 (11جمادى الآخر 1330 28 أيار 1912)

(21)    BOA, BEO, 4194/314528 (7 صفر 1331 16يناير 1913)

(22)    BOA, BEO, 4189/314129 Lef I, ((18 حزيران 1329 1 تموز 1913

(23)    BOA, BEO, 4040/302939 (29جمادى الآخر 1330 16 أيار 1912)

(24)    BOA, Hariciye Nezareti Mutenevvia (HR.MTV), 741/25 (28تشرين الثاني 1912)

(25)    BOA, BEO, 4116/308658,

           (13ذى الحجة 1330 23 تشرين الثاني 1912)

(26)    BOA, BEO, 4130/309683 (22محرم 1331 1يناير1913)

(27)   إلى جانب الحوالات المصرفية كانت ترسل قائمة باسماء الأشخاص الذين قدموا التبرعات. انظر

BOA, BEO, 4020/301494  (8 ربيع الاخر 1330 27 آيار 1912)

(28)    Hasan Taner Kerimoğlu, op.cit, pp. 173-174.

(29)    BOA, BEO, 4189/314129 Lef 1,

           (1تموز 1913 18حزيران 1329)

(30)  أرسل من فرع أمريتسار للبنك الملي الهندي، حوالة بمبلغ 100 استرليني وسلمت إلى السفارة العثمانية في لندن من قبل فرع نفس المصرف هناك. انظر

BOA, BEO, 4156/311684 (14ربيع الأول 1331 21شباط 1913)

BEO, 4160/311931 24 ربيع الآخر 1331 - 2 أبريل 1913)).

(31) أسست المدرسة دارالعلوم/ الهند في 30 أيار 1866م. للتفاصيل انظر:

         Abdülhamit BirıĢık, “Hint alt-kıtasında Ġslâm araĢtırmalarının dünü bugünü: Kurumlar, ilmî faaliyetler, Ģahıslar, eserler”, Dîvân İlmî Araştırmalar, Vol. 17 (2004/2), pp. 10-14.

(32)   للتفاصيل حول المساعدات التي أرسلها مدير مدرسة ديوبند مولوي محمدأحمد أفندي انظر:

BOA, BEO, 4143/310681 (5 ربيع الأول 1331 – 12 شباط 1913);

BEO, 4146/310920 (15 ربيع الآخر 1331 – 24 أذار 1913); BEO, 4187/ 314006 (23 رجب 1331 – 21 حزيران 1913); BEO 4214 316012 7 (18 شوال 1331 – 20 ايلول 1913); BEO, 4223/316668 (17 ذي القعدة 1331 – 18 Ekim 1913).

(33)   BOA, BEO, 4109/308110

         (25 ذي القعدة 1330 26تشرين أول 1913)

(34)    BOA, BEO, 4073/305447 (4 رمضان 1330 17 اغسطس 1912).

         مع بداية حرب طرابلس الغرب نظمت جريدة الوكيل حملات لجمع التبرعات، واستمرت الحملات خلال معارك البلقان.

(35)   BOA, BEO, 4250/318706 (20 صفر 1332 – 18 يناير 1914); BEO, 3974 /298000 (18 ذي القعدة 1329 -10 تشرين الثاني 1911).

(36)   BOA, BEO, 4155/311558 (10 ربيع الآخر 1331 – 19اذار 1913). BEO, 4120/308999 (24 ذي القعدة 1330 – 4 تشرين الثاني 1912); Türk Kızılayı Arşivi (TKA), 18/108; TKA, 18/109.

(37) جريدة أسبوعية باللغة الإنكليزية أصدرها مولانا محمد علي في عام 1911م، واستمرت في الصدور إلى عام 1914م.

(38)   Osmanlı Hilâl-i Ahmer Cemiyeti 1329-1331 Salnâmesi, Ahmet Ġhsan ve ġürekâsı Matbaacılık Osmanlı ġirketi, Ġstanbul, p. 312.

         للتفاصيل حول الأشخاص الهنود الذين أرسلوا المساعدات انظر:

         Ibid, p.315.

(39)   Kitapçe-i İ’anât-i Hindustânest ki ez İbtida-i Cenk-i Trablus ve Balkan Günûn be Merkez-i Umûmî-i Cemiyet-i Hilâl-i Ahmer-i Osmanî Vârid Şûdeest, Çâphâne-i ġems, Osmanlı Hilâl-i Ahmer Cemiyeti, Ġstanbul 1330-1332, p. 29.

(40)   BOA, BEO, 4127/309492, (13 محرم 1331 – 23 كانون أول 1912).

(41)   BOA, BEO, 4130/309701 (23 محرم 1331 – 1 كانون الثاني 1913).

(42)   See: Kitapçe-i İ’anât-i Hindustân.

(43)   معظم الوثائق الموجودة في الأرشيف العثماني وأرشيف الهلال الأحمر التركي تشكلت من الوثائق التي كان يطلبها مقدمو المساعدات المرسلة، وبالتالي فإن معظمها كان يدور حول مقدار المساعدات المرسلة، وطريقة إرسالها، والإعلام بوصولها من عدمه.

(44)   BOA, BEO, 318265/2 (30 كانون الأول 1913).

         في رسالة بعثها محمد فضل متين إلى القنصل العثماني في مومباي، كتب أنه اشترى ثلاثون سندا، وأرسلهاكلها إلى الدولة العثمانية، إلا اثنتين، احتفظ بهما وأوصى أن تدفن معه في قبره عندما يتوفاه الأجل حتى تكون له شاهدا عن مقدار خدمته للإسلام أمام الله يوم القيامة.

(45)   Azmi Özcan, op.cit, pp. 198-199.

(46)   Sebilü’r-Reşâd, “Hindistan Müslümanlarının Anadolu’da Köyler Tesisi”, Issue: 248, p. 336.

(47)   Hilâl-i Ahmer Salnâmesi, p. 175.

(48)   Hasan Taner Kerimoğlu, op.cit, p. 176-177.

(49)   Hilâl-i Ahmer Salnâmesi, p. 185.

(50)   Hilâl-i Ahmer Salnâmesi, p. 186.

(51)   كتب محرر جريدة كومرادا، في تلغراف أرسله إلى الباب العالي، أن مستشفى جوال بطاقم طبي كامل يرأسه الدكتور أنصاري، وقدرة استيعابية تصل إلى مئة سرير، ستنطلق من الهند باتجاه إسطنبول في 15 كانون الأول 1912م، مصحوبة بعشرة آلاف إسترليني. انظر: TKA, 18/92.

(52)   طبيب وسياسي كان يعمل من أجل استقلال الهند. للتفاصيل انظر:

         Abdur Raheem Kıdwaı, “Ensârî, Muhtar Ahmed (1880-1936)”, DİA, Vol. 11, p. 253.

(53)   Hilâl-i Ahmer Salnâmesi, p. 187; Zuhal Özaydın, Osmanlı Hilâl-i Ahmer Cemiyeti Sâlnâmesi, (Unpublished master thesis) Ġstanbul Üniversitesi Sağlık Bilimleri Enstitüsü, 1987, pp. 128-130.

(54)   Hasan Taner Kerimoğlu, op.cit, pp. 178-179.

وللتفاصيل عن الهيئات الطبية التي شكلها مسلمو الهند انظر أيضًا:

         Azmi Özcan, op.cit, pp. 193-197.

-------------------------

رسالة أرسلت من جمعية هلال الأحمر لمدرسة الديوبند الإسلامية تؤكد إرسال 300 جنيه إسترليني عن طريق البنك الهندي Bank of India Ltd.

بتاريخ 16 تشرين الأول 1913م.

 

 

 

-------------------

إشعار بأرقام المعونات التي سلمت من طرف جمعية الهلال الأحمر في مدينة كاراجهي في تاريخ 29 أيار 1913م

BOA, BEO, 4185/313820

 

 

 

رسالة من صاحب المعونة من بشاور يسأل الصدارة العثمانية عن وصول المبلغ المرسل (9  اب 1913)

BOA, BEO, 4204/315250

 

 

----------------------

تلغراف من محرر جريدة كومرادا، عن مستشفى جوال إلى إسطنبول

في 15 كانون الأول 1912م

Türk Kızıya ArĢivi, 18/92.

 

 

 

 

***

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان - شوال 1436 هـ = يونيو – أغسطس 2015م ، العدد : 9-10 ، السنة : 39